الله سبحانه وتعالى علم ضعفنا ويعطينا مثل هذه الآيات والبراهين حتى لا نيئس ولا نجزع ولا نقنط، ولا نظن أن هذا الكفر بيده أن يفعل ما يشاء، لا والله! بل هم أحقر وأذل من ذلك بإذن الله تبارك وتعالى.
ومن هنا، فإنه يجب علينا أن نقدر هذه النعمة، وأن نزداد نشاطاً في مجال الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وفي نشر هذه الصحوة المباركة التي أبشركم بأنها تشهد نجاحاً كبيراً جداً في كل بلد من بلاد العالم، فبعدما حدث في
أمريكا ثم
أفغانستان وبعد أن بلغت الهيمنة الأمريكية ذروتها حدثت انتخابات في كثير من بلاد العالم الإسلامي وإذا بالمسلمين يتقدمون فيها تقدماً كبيراً جداً.
حدث هذا في
باكستان و
تركيا و
البحرين و
المغرب وفي دول أخرى، وفي بعض الدول حدث من الصحوة ما لم يكن في الحسبان، مثل:
أندونيسيا ما كان أحد يظن أن هذا البلد إلا كما قال البابا من قبل وأمثاله: إن في عام (2000م) تكون
أندونيسيا دولة
نصرانية والعياذ بالله، وإذا بها تستيقظ يقظة عظيمة جداً فينتشر فيها تعليم اللغة العربية، والدعوة إلى الجهاد، ومقاطعة البضائع الغربية، والشعور بالأخوة الإسلامية، كذلك في
الفلبين، كذلك في دول أخرى مثل: دول جنوب شرق
آسيا.
وفي
تايلاند وفي
كوريا الجنوبية وفي
كمبوديا وحتى في
فيتنام ثم في
أمريكا الوسطى و
أمريكا اللاتينية لم يكن للإسلام فيها إلا ذكر ضئيل بسيط، وفي هذه الأيام أصبح هناك إقبال هائل جداً على الدخول في الإسلام وعلى تعلمه، والبحث عنه.
وفي
أستراليا -ولله الحمد- أصبح لإخوانكم هناك إذاعة وصحافة، ولهم نشاط ملموس جداً يراه كل إنسان.
إن هذه الصحوة المباركة التي دخلت -ولله الحمد- كل القطاعات، وبدأت تنتشر في منافذ لم تكن تعرف من قبل، هذه كلها إحدى المبشرات العظمى بأن هذه الأمة يراد لها الخير، ولذلك يجب -وأقول: يجب؛ لأننا قد نغفل عن هذه القضية- يجب ألا نستعجل، فالصحوة قائمة وقادمة ومنتشرة بإذن الله، فلنحذر أن نعرض هذه الصحوة لأخطار لا تطيقها ولا تحتملها في هذه المرحلة، ولنحذر أن نعرض هذه الصحوة المباركة للاختلافات والفتن والتشتت، التي هي الحالقة كما قال صلى الله عليه وسلم، الحالقة التي تحلق الدين والتي تفرق الأمة عن هدفها العظيم الذي قامت وتقوم هذه الصحوة المباركة من أجله وهو تجديد الدين، وإعادة الناس إلى العبودية الحقة لرب العالمين، على منهاج خاتم الأنبياء والمرسلين وأصحابه صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.